أمسية قصصية في (الرواد الكبار) تقرأ من مدن الضباب

2٬625

أمسية قصصية في (الرواد الكبار) تقرأ من مدن الضباب

22/09/2015 11:30 م

عمان – محمد جميل خضربشذرات من سيرته وتقلبات العمر، وبقصةٍ وفصلٍ من روايته «كوميديا الحب الإلهي»، تجلى حضور القاص والروائي والمترجم العراقي المقيم في لندن لؤي عبد الإله، كموعد مع الاكتشاف وإزاحة حجرٍ من حجارة تسد طرق التواصل بين مبدعي الأمة في أصقاع الشتات مع جمهورهم المؤهل لأن يقرأ منجزهم باللغة الأم إن قرروا أخيراً الكتابة الإبداعية والنقدية والمعرفية عبر حروفها وطاقتها وتراكيبها وأصواتها.في الأمسية التي أقامتها له أول من أمس اللجنة الثقافية في منتدى الرواد الكبار في مقر المنتدى، وأدارها وقدمه فيها الناقد د. زياد أبو لبن رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، تحسس عبد الإله مواطئ قدمه في العقود الخمسة الماضية، وعاين المفاصل الفارقة في مسيرة الحياة والإبداع، غير متردد أن يعترف بوهن قلمه عندما كان صغيراً وملتحقاً بمدرسة نائية عن بغداد هناك في ديالا حيث أبناء الفلاحين صنعوا لأنفسهم بالقراءة والثقافة والمعرفة، مكانة وازنة، تفوقوا بها على أبناء المدن وبغداد.عبد الإله تطرق إلى محطات سياسية واجتماعية مرّ فيها العراق، ومرّ فيها هو بالتالي.. وصولاً إلى حرب حزيران والتحولات الكبرى التي عصفت بعدها بالعراق والمنطقة.ومن ثمّ تحدث عن الخيار الذي لا بد منه عندما يزداد حصار الروح وفضاء التعبير في بلاد ضاقت بأهلها وبأي كلمة مغايرة أو موقف مختلف، إنه خيار توديع الأوطان نحو مدن الضباب ومطارات الشتات والنسيان، هناك حيث تعلم الفتى لغة أخرى، وجرّب آفاقاً أخرى، وقرأ وعلّم وتعلّم وترجم وكتب القصة والنقد إلى أن حط رحاله أخيراً في فضاء الرواية الفسيح.عبد الإله مترجم رواية «خيانة الوصايا» للتشيكي المقيم في باريس ميلان كونديرا، قرأ بعد الاستذكار العميق، قصة «عائلة فقيرة» من مجموعته «رمية زهر»، كما قرأ فصلاً من روايته «كوميديا الحب الإلهي».الناقد زياد أبو لبن تناول في سياق تقديمه لضيف المنتدى، بعض ركائز عبد الإله الإبداعية، وأسلوبيته، وأكد على خصوصية كتابية لديه، ظل الروائيّ العراقيّ متمسكاً بتحقيقها والوصول إليها بصبر وأناة وتمزيق لنصوص وإلقاء أخرى في سلة المهملات، إلى أن وصل إلى سوية يرى أبو لبن أنها لافتة وتستحق الانتباه. وهو في هذا السياق يذهب إلى أن تجربة عبد الإله من التجارب الإبداعية العربية الفذة التي ظلمت نقدياً، ولم تأخذ حقها دون أن يستثني بعض متابعات هنا وتقديرات هناك.وكعادتها في كل فعالية، رحّبت رئيسة منتدى الرواد الكبار الكاتبة هيفاء البشير بالضيف معرفة به، مطلة على بعض منجزه، كما رحبت بأسماء بعينها مثل الشاعرة زليخة أبو ريشة وكاتبتين سعوديتين حضرن الأمسية.

اقرأ ايضاً