رمية زهر: مجموعة قصصية

2٬389

“تضم هذه المجموعة عشر أقاصيص، تنحو أغلبها منحى معيناً هو بالضبط عكس ما كنت أعتبره نموذجاً فنياً يمكن أن يُعترف به، للأقصوصة العربية عموماً، والعراقية خصوصاً، فالأستاذ لؤي عبد الإله، في محاولاته القصصية العشر هذه، يترك وراءه الأجواء المحلية وخصوصية المكان والهوية الشخصية، ويركز جلّ اهتمامه على هندسة الأقصوصة وإخراجها وما يمكن أن يجلبه ذلك الجهد الفني من متعة للقراء. لقد أعادت إلى ذهني هذه الأقاصيص المتميزة، طريقة الكاتب الأمريكي الشهير «أو. هنري» في معالجته المعروفة لكتابة الأقصوصة، سوى أن لؤي عبد الإله بدا لي وهو في أرقى تجلياته (في «عائلة فقيرة» و«رمية زهر» و«أحمر.. أسود» و«غبار الذهب»)، مالكاً لمستوى من الفن القصصي الذي تعمقه أفكار ذات أبعاد غير مألوفة، لم تلاحظ لدى الأديب الأمريكي. فما أن تتحرك المادة الخام البسيطة في ظاهرها، لدى لؤي عبد الإله، حتى تتناوشها، خفية، تلك التأملات التي يحسن الكاتب دسها بين الثنايا، وإذا بما كان مسطحاً وعادياً يتنامى ويتخذ له سمكاً ذهنياً يرتفع بالأقصوصة إلى مستوى آخر مختلف، ذي تأثير لا ينكر على القارئ.”

الروائي العراقي فؤاد التكرلي، صحيفة الشرق الأوسط ، العدد 8486

 

إن قصص هذه المجموعة ليست، كما قد يظن البعض، قصصا واقعية بالمفهوم التقليدي. فخلف الأحداث والمواقف الظاهرة تكمن حقائق الحياة القاسية، وتعقيدات العلاقات بين البشر واللعب التي يمارسونها في الحياة، لتكشف عن التناقضات التي ترافق نضج المرء، وهو يمضي مع الزمن في لعبة التذكر. وهي ليست قصصا لمجرد التسلية، وإنما عمل فني ممتع وعميق حول التوافقات والتناقضات بين البشر وعلاقتهم بالزمن. هناك الكثير مما يثير الإعجاب في هذه القصص المكتوبة بأسلوب جذاب قادر على التحرك بين الحزن والغنائية، وعاكس لأداة فنية رفيعة، ومجسد لتعاطف عميق مع شخصيات تعاني من أزمنة حفرت أخاديد في أرواح هذه الشخصيات.”

الكاتب رضا الظاهر، مجلة الثقافة الجديدة (العراقية)، العدد 293

 

لوحة الغلاف وتصميمه: الفنان هاني مظهر

 

 

اقرأ ايضاً