اخطر ما يواجهه الفرد يكمن في داخله

1٬620

4/ 8/2016

الانجرار وراء فكرة تهدف الى خلق اجماع ضد شخص ما بسبب اختلاف موقفه عن الخط العام .. هذا النوع من الاجماع يشبه اجماع قطيع الذئاب التي تلتهم اي ذئب جريح فيها.. وهذا ما أراه اليوم من الحملة التي يقودها البعض ضد احد المغنين العراقيين البارزين.
رغم انني لست من المدمنين على سماع أغانيه باي شكل من الأشكال لكن الهجوم عليه لانه لم يغن لصالح طرف سياسي ما تثير في نفسي خوفا من هذا النوع من الاستبداد المدعوم باجماع سلبي.
لا اظن ان هناك اي ضرورة بالأساس كي يظهر المرء حبه لوطنه ( الا اذا شاء وفق حريته الداخلية ) لان انتماءنا ليس خيارا بل هو امر قدري بحت وكان ممكنا ان انتمي الى بلد اخر لو انني ولدت وعشت فيه ..
الانتماء للوطن امر مسلم به لأي شخص ولد وعاش فيه طفولته ومراهقته وشبابه حتى لو كان والداه من بلد اخر .. وهو ليس مكافأة او عقوبة ، ولا يحتاج الى اناشيد وطنية وهتافات للتأكيد عليه .. واذا نجح المبدع بتقديم عمل متميز يكسب إعجابا يتجاوز حدود وطنه فهذا سيصب لصالح وطنه وسمعته ..لقد كسب العراق كثيرا من اعمال الراحلة زها حديد رغم انها لم تقلد المعمار السائد في العراق باي شكل من الأشكال ..
يقول غارسيا ماركيز في مقابلة له ان الكاتب الاشتراكي لا يحتاج ان يكتب ادبا مسيسا لصالح الاشتراكية فما يحتاج اليه هو ان يكتب قصة حب جميلة وهذه تخدم في تحقق الاشتراكية اكثر من غيرها .. ولعل الحال ينطبق على الوطن: لتنجز عملا متميزا أينما كنت ويخدم أيا كان فان الوطن سيبتسم لك ويربت على كتفك بصمت لرفع اسمه بطريقتك الخاصة لانك تفتخر بانتمائك له.

اقرأ ايضاً