السيد كوفيد-19 وعصر الانترنت

1٬100

مثل الكثير من الطغاة الذين يعتمدون على الفضاء الحقيقي لمراقبة خصومهم السياسيين عبر كلاب المراقبة المتفشية بين المواطنين يستخدم السيد كوفيد فيروساته لايقاع الاذى بالبشر حبا بالاذى فقط، غير ان كلاب صيده هذه هي من نوع خاص فهي لا تستطيع ان تعيش الا لفترة قصيرة جدا ولا يمكنها التكاثر الا بالعثور على ضحايا جدد، وهذا يتاتى عبر المصافحة وعبر السطوح التي يرمي الضحايا دون قصد عليها فيروساته… لكنه لم يكن يعرف ان بني البشر قد طوروا شكلا من التواصل عبر وسط اطلقوا عليه اسم الفضاء الالكتروني، وعبره يستطيعون التواصل بينهم ويؤدون تقريبا كل الوظائف والمسؤوليات دون الحاجة للتماس في ما بينهم… وفي حالة تنفيذ ذلك عبر ما اطلق عليه التباعد الاجتماعي والعزل الذاتي فان الفرد يستطيع البقاء متواصلا بشكل فعال مع زملائه لتأدية ما هو مطلوب منه في عمله والبقاء متواصلا مع اصدقائه الحقيقيين والافتراضيين تكون امام فيروسات السيد كوفيد امكانية البقاء حية داخل افراد الاسرة لفترة لا تزيد عن اسبوعين للفرد الواحد، واذا كان معدل عدد افراد الاسرة 4 فانها تستطيع البقاء كاقصى فترة الى ٨ اسابيع… بالطبع هذه العائلات سيئة الحظ تحتاج في هذه الحالة الى عناية صحية قوية في المستشفيات والا فان اولئك الذين يعانون امراضا مزمنة سيكونون موضع فتك كلاب السيد كوفيد السائبة بهم، على الرغم من ان الاخيرة ستلقى نفس المصير اذا بقيت ضمن نطاق الاسرة الواحدة… كانت الاوبئة السابقة مثل السيد طاعون والليدي كوليرا تتغذى على جهل الاجيال السابقة خلال القرون السابقة للقرن العشرين لكن تمكن العالم باستور من كشف سلاحها المتمثل بالبكتيريا ساعد البشرية على هزمها بتطوير لقاحات مضادة لها … اي بتزويد الافراد قوة اضافية تسمى المناعة… اذن التحدي الحقيقي اليوم هو الخرافة المتحكمة في عقول البعض من ان هناك قوى غيبية تحميهم دون الحاجة الى العزل الذاتي والتباعد الاجتماعي … ولا اظن ان هذه القوى الغيبية ستفرح من موقف هؤلاء لانها تُحرجها امام الاغلبية شبه المطلقة الملتزمة بقواعد السلامة، ولان هذه القوى الغيبية تعرف انها لا تستطيع كسر القوانين التي تتحكم بالحياة على هذه الارض بشكل خاص وبالكون بشكل عام… اذن التحمل لثمانية اسابيع في العزل الذاتي وستجدون السيد كوفيد قد خرج مهزوما تماما بالنقاط يجر وراءه ذيول الخيبة…ارجو من قلبي السلامة لجميع الاصدقاء على هذه الصفحة وما وراءها، وأضع هذه الابيات التي كتبها الشاعر شيلر وادخلها بيتهوفن في سيمفونيته التاسعة “نشيد الفرح” تذكيرا بالمصير المشترك الذي يجمعنا كجنس واحد على هذا الكوكب الصغير الجميل:

“دعونا من هذه الالحان أيها الخلان
ولننشد معا من الاغاني أحلاها وأصفاها
يا جذوة الفرح أيها القبس الالهي الجميل
يا بنت وادي الهناء
يا أيها الفرح ضُمَّ شمل النازحين
من فرّقتهم صروف الحدثان
فالناس جميعا إخوان تظللهم بجناحك
أيها الفرح العلوي
وليحتضن البشر بعضهم بعضا
وهذه قبلة ارسلها للناس جميعا
عبق الكلمات”

 

اقرأ ايضاً